×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وذلك أن مُتخِذ الشفيع لا بد أن يرغب إليه، ويدعوه، ويرجوه، ويخافه، ويحبه؛ لما يؤمله منه. وهذه من أنواع العبادة التي لا يُصرف منها شيء لغير الله، وذلك هو الشرك الذي ينافي الإخلاص.

**********

 هذه الآية من سورة سبأ تدل على بطلان عبادة غير الله، من وجوه أربعة:

الأول: أن هذه المعبودات من دون الله ﴿لَا يَمۡلِكُونَ مِثۡقَالَ ذَرَّةٖ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِ، و«مثقال الذرة» كالهباءة التي تطير في الهواء، لا يملكها أحد دون الله سبحانه وتعالى، يعني: لا يملكها استقلالاً. والمُلْك الذي بأيدي الخلق هذا بأمر الله سبحانه وتعالى، هو الذي مَلَّكهم إياه، فهو مُلكه سبحانه، وهم عبيده.

الثاني: ﴿وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ أي: لا يشاركون المالك، وهو الله سبحانه وتعالى، فالسماوات والأرض كلها لله عز وجل، ليس لأحد فيها شيء!

ولم يتجرأ أحد ويَدَّعِي امتلاكه السماء الدنيا أو نصفها أو جزءًا منها! حتى الفراعنة والجبابرة والطواغيت، ما ادعى أحد منهم أن شيئًا من السموات له، أو أنه خَلَق شيئًا من السماوات والأرض.

الثالث: ﴿وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ «الظهير»: المُعِين. فإذا كان ليس وارثًا ولا مشاركًا، فعلى الأقل يكون مُعِينًا للمالك، والله عز وجل لا مُعِين له، هو غني عن الإعانة، بل هو الذي يُعِين خلقه سبحانه وتعالى القادر على كل شيء، الغني عن كل شيء، ليس في حاجة إلى مَن يُعِينه على تدبير المُلْك وخَلْق المخلوقات.


الشرح