×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

·       وهذه الآيات تقطع عروق الشرك بأمور أربعة:

الأول: أنهم لا يملكون مثقال ذرة مع الله، والذي لا يملك مثقال ذرة في السماوات والأرض لا ينفع ولا يضر، فهو عز وجل هو الذي يملكهم ويدبرهم ويتصرف فيهم وحده.

الثاني: قوله: ﴿وَمَا لَهُمۡ فِيهِمَا مِن شِرۡكٖ  أي: في السماوات والأرض، أي: وما لهم شرك مثقال ذرة من السماوات والأرض.

الثالث: قوله: ﴿وَمَا لَهُۥ مِنۡهُم مِّن ظَهِيرٖ والظَّهير: المُعِين، فليس لله مُعِين من خلقه، بل هو الذي يُعِينهم على ما ينفعهم، ويدفع عنهم ما يضرهم؛ لكمال غناه عنهم، وضرورتهم إلى ربهم فيما قَلَّ وكَثُر من أمور دنياهم وأخراهم.

الرابع: قوله: ﴿وَلَا تَنفَعُ ٱلشَّفَٰعَةُ عِندَهُۥٓ إِلَّا لِمَنۡ أَذِنَ لَهُۥۚ، فلا يشفع عنده أحد إلاَّ بإذنه؛ كما قال عز وجل: ﴿مَا مِن شَفِيعٍ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ إِذۡنِهِۦۚ [يونس: 3].

وأخبر عز وجل أن مَن اتخذ شفيعًا من دونه حُرِم شفاعة الشفعاء. قال عز وجل: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡ وَيَقُولُونَ هَٰٓؤُلَآءِ شُفَعَٰٓؤُنَا عِندَ ٱللَّهِۚ قُلۡ أَتُنَبِّ‍ُٔونَ ٱللَّهَ بِمَا لَا يَعۡلَمُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَلَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [يونس: 18]؛ لأن اتخاذ الشفعاء شرك؛ لقوله عز وجل في حقهم: ﴿سُبۡحَٰنَهُۥ وَتَعَٰلَىٰ عَمَّا يُشۡرِكُونَ. والمشرك منفية عنه الشفاعة في حقه؛ كما قال عز وجل: ﴿فَمَا تَنفَعُهُمۡ شَفَٰعَةُ ٱلشَّٰفِعِينَ [المدثر: 48]، وقال: ﴿وَلَقَدۡ جِئۡتُمُونَا فُرَٰدَىٰ كَمَا خَلَقۡنَٰكُمۡ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَتَرَكۡتُم مَّا خَوَّلۡنَٰكُمۡ وَرَآءَ ظُهُورِكُمۡۖ وَمَا نَرَىٰ مَعَكُمۡ شُفَعَآءَكُمُ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُمۡ أَنَّهُمۡ فِيكُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيۡنَكُمۡ وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمۡ تَزۡعُمُونَ [الأنعام: 94].


الشرح