×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 قال: وبهذا المعنى مِن ذكر الملائكة في صدر الآيات تتسق هذه الآية على الأولى، ومَن لم يشعر أن الملائكة مشار إليهم من أول قوله: لم تتصل له هذه الآية بما قبلها.

**********

قال رحمه الله: «باب قول الله تعالى: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ [سبأ: 23]؛ أي: ما جاء في تفسير هذه الآية، وأن المراد بالذين فُزِّع عن قلوبهم هم الملائكة.

وغرض المصنف رحمه الله من عرض هذا الباب: بيان بطلان غير الله؛ لأنه إذا كانت الملائكة تخاف من الله، وتفزع عند كلام الله عز وجل، مع عِظم خلقتهم وقوتهم وقربهم من الله، فإن عبادتهم لا تجوز، كما كان يعبدهم المشركون. وإذا بَطَلت عبادة الملائكة من دون الله فإن غيرهم من باب أَوْلى.

وقد سبق أن عَقَد المصنف رحمه الله أبوابًا في بيان بطلان عبادة الأولياء والصالحين، وأورد الأدلة على ذلك، ثم أكمل السياق في هذا الباب ببطلان عبادة الملائكة، فدل على بطلان عبادة غير الله، سواء أكانوا من الملائكة، أم من الأنبياء، أم من الأولياء والصالحين، فضلاً عن غيرهم.

ثم ساق المصنف رحمه الله أقوال المفسرين للدلالة على أن المراد بالذين فُزِّع عن قلوبهم هم الملائكة، وأن هذا التفسير هو الحق الذي لا مِرية فيه - كما قال ابن كثير - لأن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الآتية تبين هذا، والسُّنة تفسر القرآن.

فقوله: ﴿قُلِ ٱدۡعُواْ ٱلَّذِينَ زَعَمۡتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ تدخل فيه الملائكة؛ لأن «الذين» اسم موصول، والأسماء الموصولة تفيد العموم، فيدخل فيها الملائكة.


الشرح