هذا الحديث الصحيح في تفسير قول الله عز وجل: ﴿حَتَّىٰٓ
إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ
وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ﴾.
قوله: «إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ
فِي السَّمَاءِ» معناه: إذا تكلم بالوحي؛ كما في الحديث الذي بعده، حديث
النَّوَّاس بن سمعان رضي الله عنه: «إذا
تكلم الله بالوحي...».
ففي ذلك إثبات الكلام لله سبحانه وتعالى، وأنه كلام يُسمع، حيث تسمعه
الملائكة، وإذا سمعوه صَعِقوا وخروا لله سُجَّدًا تعظيمًا لله عز وجل.
قوله: «فِي السَّمَاءِ» فيه دليل
على علو الله سبحانه وتعالى على خلقه، وأنه في السماء أي: في العلو؛ لأن السماء
يراد بها ما علا وارتفع. فهو كقوله عز وجل: ﴿ءَأَمِنتُم
مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ١٦أَمۡ
أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ
كَيۡفَ نَذِيرِ ١٧﴾ [الملك: 16- 17]، والذي في السماء هو الله سبحانه
وتعالى، أي: العلو، هو العلي الأعلى، ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ
فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ﴾ [الأنعام: 18]، ﴿هُوَ ٱلَّذِي
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾ [الحديد: 4] والعرش
هو أعلى المخلوقات، وسقف المخلوقات وأعظمها ([1]).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: «أَيْنَ اللهُ؟؟» قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قال لسيدها: «أَعْتِقْهَا؛ فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» ([2])، والأدلة على ذلك كثيرة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2790).