×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

هذا الحديث الصحيح في تفسير قول الله عز وجل: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمۡ قَالُواْ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمۡۖ قَالُواْ ٱلۡحَقَّۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ.

قوله: «إِذَا قَضَى اللَّهُ الأَمْرَ فِي السَّمَاءِ» معناه: إذا تكلم بالوحي؛ كما في الحديث الذي بعده، حديث النَّوَّاس بن سمعان رضي الله عنه: «إذا تكلم الله بالوحي...».

ففي ذلك إثبات الكلام لله سبحانه وتعالى، وأنه كلام يُسمع، حيث تسمعه الملائكة، وإذا سمعوه صَعِقوا وخروا لله سُجَّدًا تعظيمًا لله عز وجل.

قوله: «فِي السَّمَاءِ» فيه دليل على علو الله سبحانه وتعالى على خلقه، وأنه في السماء أي: في العلو؛ لأن السماء يراد بها ما علا وارتفع. فهو كقوله عز وجل: ﴿ءَأَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يَخۡسِفَ بِكُمُ ٱلۡأَرۡضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ ١٦أَمۡ أَمِنتُم مَّن فِي ٱلسَّمَآءِ أَن يُرۡسِلَ عَلَيۡكُمۡ حَاصِبٗاۖ فَسَتَعۡلَمُونَ كَيۡفَ نَذِيرِ ١٧ [الملك: 16- 17]، والذي في السماء هو الله سبحانه وتعالى، أي: العلو، هو العلي الأعلى، ﴿وَهُوَ ٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۚ [الأنعام: 18]، ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ [الحديد: 4] والعرش هو أعلى المخلوقات، وسقف المخلوقات وأعظمها ([1]).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: «أَيْنَ اللهُ؟؟» قَالَتْ: فِي السَّمَاءِ. قال لسيدها: «أَعْتِقْهَا؛ فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ» ([2])، والأدلة على ذلك كثيرة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2790).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (537).