×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

النوع الثاني: الشفاعة التي أثبتها القرآن، وهي خالصة لأهل الإخلاص.

وقَيَّدها سبحانه وتعالى بأمرين:

الأمر الأول: إذنه للشافع أن يَشفع؛ كما قال عز وجل: ﴿مَن ذَا ٱلَّذِي يَشۡفَعُ عِندَهُۥٓ إِلَّا بِإِذۡنِهِۦۚ [البقرة: 255].

وإذنه سبحانه وتعالى لا يصدر إلاَّ إذا رَحِم عبده الموحِّد المذنب، فإذا رحمه تعالى أَذِن للشافع أن يَشفع له.

الأمر الثاني: رضاه عمن أَذِن للشافع أن يَشفع فيه؛ كما قال عز وجل: ﴿وَلَا يَشۡفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ٱرۡتَضَىٰ [الأنبياء: 28].

فالإذن بالشفاعة له بعد الرضا، كما في هذه الآية، وهو سبحانه لا يرضى إلاَّ التوحيد.

 

**********

 قال الشيخ الإمام رحمه الله: «باب الشفاعة»، «والشفاعة»: مأخوذة من الشَّفْع، وهو ما كان أكثر من واحد، فالواحد يقال له: «وَتْر»، والاثنان يقال لهما: «شَفْع». قال عز وجل: ﴿وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ [الفجر: 3].

فالشَّفْع: هو ما كان أكثر من فرد. وأما «الوَتر»: فهو الفرد. هذا في اللغة.

وأما في الاصطلاح، فالشفاعة: يراد بها الوساطة للمحتاج في قضاء حاجته عند مَن يملكها؛ لأن طالب الحاجة واحد، فإذا انضم إليه واسطة صار شفعًا بعد أن كان واحدًا؛ لذلك سُميت شفاعة.

وبعضهم يقول: الشفاعة: هي طلب الخير للغير.


الشرح