×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 وما أَحْسَنَ قولَ ابن القيم رحمه الله حيث يقول:

لله حق لا يكون لغيره **** ولعبده حق هما حقانِ

لا تجعلوا الحقين حقًّا واحدًا **** من غير تمييز ولا فرقانِ

فالحج للرحمن دون رسوله **** وكذا الصلاة وذبح ذا القربانِ

وكذا السجود ونذرنا ويميننا **** وكذا مَتاب العبد من عصيانِ

وكذا التوكل والإنابة والتُّقى /**** وكذا الرجاء وخشية الرحمنِ

وكذا العبادة واستعانتنا به **** إياك نعبد ذانِ توحيدانِ

وعليهما قام الوجود بأسره **** دنيا وأخرى حبذا الركنانِ

وكذلك التسبيح والتكبير والتـ **** ـهليل حق إلهنا الديانِ

لكنما التعزير والتوقير حـقـ **** ـق للرسول بمقتضى القرآنِ

والحب والإيمان والتصديق لا **** يُختص بل حقان مشتركانِ

فحقه صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى حق العبودية الذي هو لله سبحانه وتعالى، كما في حديث معاذ رضي الله عنه لما سأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يَا مُعَاذُ، أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ وَمَا حَقُّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟»، فَقَالَ مُعَاذٌ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ اللَّهِ عَلَى العِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا...» ([1]).

هذا حق الله عز وجل لا يشاركه فيه أحد، لا نبي مرسل، ولا مَلَك مُقَرَّب، ولا أي أحد.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).