×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ» ([1]): هذا الحديث ذكره المصنف رحمه الله بدون ذكر راويه. وقد رواه أحمد والترمذي، وابن ماجه من حديث ابن عباس، وهذا اللفظ رواية أحمد عن ابن عباس.

قال شيخ الإسلام: «هذا عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال».

**********

 هذا الحديث ذكره المصنف بدون ذكر راويه، وقد رواه الإمام أحمد، وابن ماجه... وغيرهما، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قصة لقط الجمار.

لما انصرف صلى الله عليه وسلم من مزدلفة إلى مِنى أمر الفضل بن عباس أن يَلْقُط له الحصى لرمي جمرة العقبة، فلقط له سبع حصيات مثل حصى الخَذْف، وهو الذي يُخْذَف بالأصابع، وقد وصفه الفقهاء بأنه فوق الحِمَّص ودون البندق.

فأَخَذ النبي صلى الله عليه وسلم الحصيات، وجعل ينفضها في كفه، ويقول: «بِأَمْثَالِ هَؤُلاَءِ فَارْمُوا، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ»، هذا تحذير «إِيَّاكُمْ» بمعنى: احذروا، و«الغلوَّ» منصوب على التحذير. ثم عَلَّل هذا النهي بقوله: «فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ» يعني: من الأمم «الْغُلُوُّ» وهو: الزيادة في العبادات.


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (3059)، وابن ماجه رقم (3029)، وأحمد رقم (1851)، وأبو يعلى رقم (2427).