لكن
ابن عباس مذهبه أن يُقتلوا بالسيف من غير تحريق. وهو قول أكثر العلماء».
**********
قال: «وقول الله عز وجل: «﴿يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا
تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ﴾ » المراد بأهل
الكتاب: اليهود والنصارى. سُموا بذلك لأن الله عز وجل أنزل على أنبيائهم الكتب:
أنزل التوراة على موسى عليه السلام، وأنزل الإنجيل على عيسى عليه السلام؛ فلذلك
سُموا أهل الكتاب؛ فرقًا بينهم وبين الأميين والوثنيين الذين لا كتاب لهم.
وهذا فيه تنبيه على أن المطلوب منهم أن يتقيدوا بالكتاب الذي أُنزل عليهم
وعدم مجاوزته، وهو تنبيه لكل عالم بأن يلتزم الاعتدال.
قوله: «﴿لاَ
تَغْلُوا﴾»؛ أي: لا تشتدوا
وتَزيدوا في دينكم.
لأنهم غَلَوا في المسيح، واعتقدوا أنه ابن الله، أو ثالث ثلاثة، أو هو
الله. قال عز وجل: ﴿لَقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ
قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَۖ﴾ [المائدة: 72]،
وقال: ﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ
قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ﴾ [المائدة 73]، وقال:
﴿وَقَالَتِ ٱلنَّصَٰرَى ٱلۡمَسِيحُ
ٱبۡنُ ٱللَّهِۖ﴾ [التوبة: 30]، غَلَوا في المسيح عليه السلام حتى جعلوه
ابنًا لله - تعالى الله عن ذلك - وعبدوه من دون الله. هذا سبب الغلو.
قال عز وجل: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمَسِيحُ
عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ﴾ [النساء: 171] فليس هو
الله، ولا ثالث ثلاثة، وإنما هو رسول الله أرسله الله إلى بني إسرائيل، فقال لهم: ﴿يَٰبَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ
إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُم﴾ [الصف: 6]، وقال: ﴿إِنِّي
عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَىٰنِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا﴾ [مريم: 30]، ما
قال: «جعلني ابنًا»، أو «جعلني ثالث ثلاثة»، بل قال: ﴿إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ
ءَاتَىٰنِيَ