قوله:
﴿يَٰٓأَهۡلَ
ٱلۡكِتَٰبِ لَا تَغۡلُواْ فِي دِينِكُمۡ﴾ الآية. الغلو: هو الإفراط
في التعظيم بالقول والاعتقاد. أي: لا ترفعوا المخلوق عن منزلته التي أنزله الله.
والخطاب
- وإن كان لأهل الكتاب - فهو تحذير لهذه الأمة أن يفعلوا مع نبيهم صلى الله عليه
وسلم كما فعلت النصارى مع المسيح وأمه، واليهود مع العُزَيْر.
وقد
وقع ذلك الشرك في العبادة في هذه الأمة نظمًا ونثرًا؛ كما في كلام البوصيري،
والبُرَعي، وغيرهما، وفيما فعلوه من الغلو والشرك محادة لله ولكتابه ولرسول الله
صلى الله عليه وسلم !
فأين
ما وقع فيه هؤلاء الجهلة من قول مَن قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت سيدنا وابن
سيدنا وخيرنا وابن خيرنا!! فكَرِه ذلك صلى الله عليه وسلم أشد الكراهة - كما سيأتي
في الكلام على هذا الحديث إن شاء الله تعالى. وقولِ القائل: ما شاء الله وشئتَ!
فقال: «أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ نِدًّا؟! بَلْ مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ» ([1]).
قال
شيخ الإسلام: «ومَن تَشَبَّه من هذه الأمة باليهود والنصارى، وغلا في الدين بإفراط
فيه أو تفريط، فقد شابههم».
قال: «وعلي رضي الله عنه حَرَّق الغالية من الرافضة، فأَمَر بأخاديد خُدت لهم عند باب كِنْدة، فقذفهم فيها، واتفق الصحابة على قتلهم.
([1]) أخرجه: النَّسَائي في الكبرى رقم (10758)، وأحمد رقم (1839)، والطبراني في الكبير رقم (13005).