×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فلن تحيط بالدين وتزعم أنك ما تركتَ شيئًا من الدين، بل ستبقى أشياء كثيرة، ولن تستطيع الإحاطة به كله. فلا ترهق نفسك، ولكن خذ ما تستطيع برفق واعتدال.

وأيضًا: التوسط في العمل سبب للاستمرار في الطاعة، وأما الغلو فهو سبب لانقطاع العمل؛ ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِمَا تُطِيقُونَ، فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا» وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ ([1]).

فالحاصل: أن الغلو مذموم، ولو كان قصد الإنسان حسنًا ونيته طيبة فهذا لا يسوغ له أن يَزيد ويغلو ويتشدد، ويقول: «أنا نيتي طيبة»، هذا منهي عنه نهي تحريم. هذا مقصود الشيخ.

ولكن المقصود بالغلو هنا أن الغلو في الصالحين من أنبياء وأولياء وعلماء هو سبب الشرك الذي وقع فيه بنو آدم؛ كما حصل لقوم نوح لما غَلَوا في الصالحين كما سيأتي في هذا الباب، وكما حصل في هذه الأمة لما غَلَوا في الأولياء والصالحين فعبدوا قبورهم، كما سيأتي في هذا الباب وفي الأبواب التي بعده.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (43)، ومسلم رقم (785).