×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

سيقولون هذا، شئتم أم أبيتم أيها الآباء، وأنتم السبب في هذا، أنتم المسئولون أمام الله سبحانه وتعالى يوم القيامة، والله عز وجل قال لكم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ [التحريم: 6]، فلا وقيتم أنفسكم، ولا وقيتم أهليكم من النار، بل جلبتم النار إلى بيوتكم.

فاتقوا الله في أنفسكم وأهليكم، ولا تجعلوا بيوتكم مأوى للشياطين، وعَمِّروها بالصلاة وقراءة القرآن.

فهذا الحديث فيه العناية بالبيوت المسلمة، وأن لا تُهْمَل، ولا تُجْلَب إليها وسائل الشر والتدمير الخلقي، بل يُعتنى بها غاية الاعتناء، يؤمر فيها بالمعروف ويُنهى عن المنكر.

كما أن في الحديث الحث على عمارة البيوت بذكر الله فيها.

ويؤخذ من مفهوم الحديث النهي عن الصلاة عند القبور؛ لأن الحديث يُقرِّر أن البيت الذي لا تُصلَّى فيه نافلة، ولا يُقرأ فيه قرآن، ولا يُدْعَى فيه - صار مثل القبر، فدل بمفهومه على منع الصلاة أو الدعاء عند القبور.

الأمر الثاني: «وَلاَ تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا»؛ وهذا فيه شاهد للباب، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا في حياته؛ لأنه يعلم أنه سيموت وأنه سيُدفن في قبر كغيره من البشر، لكنه خاف على أمته أن يفعلوا عند قبره مثل ما تفعل الأمم عند قبور أنبيائهم من الغلو ووسائل الشرك.

والعيد: اسم لما يعود ويتكرر في اليوم أو في الأسبوع أو في السنة.


الشرح