فيُجعل للبيوت نصيب من ذكر الله عز وجل ومن صلاة النوافل، ولا تُجعل البيوت
مأوى للشياطين؛ تُعمل فيها المعاصي، وترتفع منها الأغاني وأصوات المزامير، ويُنصب
فيها الدِّش الذي يجلب إليها الأخلاق الفاضحة والتفسخ والعُري والسفور وفعل
الفواحش.
فالواجب ألاَّ تكون بيوت المسلمين مثل بيوت الكفار، بل إن بيوت المسلمين
ينبغي أن يشع منها النور ويشع منها الخير.
أما إذا كانت هذه البيوت خالية من ذكر الله، فإن أهلها يعيشون في جهل
وغفلة، ويصيرون مثل الموتى، فماذا يكون حالهم إذا جلبوا إليها وسائل الشر من
الأفلام الخليعة، وأجهزة الدش التي تستقبل الفضائيات، بما فيها من فساد وخلاعة
ومجون وكفر وإلحاد وشرور عظيمة!! كلها تَدخل في هذا البيت بواسطة هذا الجهاز
الشيطاني الذي ينصبه صاحب البيت.
فماذا تكون هذه البيوت؟ لا تكون مقابر فقط، وإنما تكون مأوى للشياطين،
والعياذ بالله.
ويتخرج منها أشرار من الذرية والنساء، يصاحبهم عدم الحياء، وعدم الغيرة،
وحب الشر، والحرص على تنفيذ ما يرونه في هذه المبثوثات من الشرور، وفساد الأخلاق،
وفساد الأمور، سيطبقون هذه الأمور التي يرونها ويشاهدونها، وتؤثر على أخلاقهم وعلى
عفتهم، ويتكاسلون عن الصلاة، بل يضيعون الصلاة بسببها، ويقولون: هذه هي الحياة!
وهذه هي الحضارة! وهذا هو الرُّقي! نحن مشتغلون بأمور بعيدة عن الحياة!!