قوله:
وقول الله تعالى: ﴿لَقَدۡ
جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ
عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ رَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾:
ووجه الدلالة بالآية أنه صلى الله عليه وسلم يعز عليه كل ما يُؤثِّم الأمة ويشق
عليهم.
وأعظم
ما يُؤثِّم الأمة ويشق عليهم: الشرك بالله، قليله وكثيره، ووسائله، وما يُقرِّب
منه من كبائر الذنوب.
وقد
بالغ صلى الله عليه وسلم في النهي عن الشرك وأسبابه أعظم مبالغة كما لا يخفى.
وقد
كانت هذه حال أصحابه رضي الله عنهم في قطعهم الخيوط التي رُقِي للمريض فيها، ونحو
ذلك من تعليق التمائم.
**********
قوله عز وجل: ﴿لَقَدۡ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ
مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ عَزِيزٌ عَلَيۡهِ مَا عَنِتُّمۡ حَرِيصٌ عَلَيۡكُم بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ
رَءُوفٞ رَّحِيمٞ﴾:
·
هذه صفات الرسول صلى الله
عليه وسلم.
الصفة الأولى: أنه من أنفسنا، أي من جِنْسنا. وفي قراءة شاذة: ﴿مِنْ أَنفَسِكُمْ﴾؛ يعني: مِن خياركم.
فهو صلى الله عليه وسلم لم يكن من الجن ولا من الملائكة، إنما كان بشرًا من
جنسنا، نعرفه، ونعرف لغته، ونعرف نسبه، ويجلس معنا.
وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى !! أنه جَعَل الرسل من جنس البشر؛
ليُبلغوهم ما أنزل الله إليهم، ولم يجعلهم من الملائكة؛ لأن البشر لا يطيقون رؤية
الملائكة. وكذلك لم يجعله صلى الله عليه وسلم من العجم؛