قوله:
عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَتَتَّبِعُنَّ
سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، حَتَّى لَوْ
دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ
وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ؟!» ([1]) أخرجاه، وهذا
سياق مسلم. فبَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا أن كل ما وقع من أهل الكتاب
مما ذمهم الله به في هذه الآيات وغيرها - لا بد أن يقع جميعه في هذه الأمة. وهو
الشاهد للترجمة.
قوله:
«سَنَنَ» بفتح المهملة، أي: طريق مَن كان قبلكم.
قوله:
«حَذْوَ الْقُذَّةِ»: بنصب «حَذْو» على المصدر. والقُذَّة - بضم القاف -: واحدة
القُذَذ، وهو ريش السهم، أي: لَتَتبعُن طريقهم في كل ما فعلوه وتُشبهونهم في ذلك،
كما تُشْبِه قُذَّة السهم القُذَّة الأخرى. فوقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
قال
سفيان بن عيينة: «مَن فَسَد من علمائنا ففيه شَبَه من اليهود، ومَن فَسَد من
عُبَّادنا ففيه شَبَه من النصارى». انتهى.
**********
قوله: «وقول الله تعالى: ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا﴾ » هذا في قصة أصحاب الكهف، الفتية المؤمنون الذين ذكر الله قصتهم، وأن قومهم لما عثروا عليهم أمواتًا في الكهف اختلفوا في شأنهم، فقال بعضهم: ﴿ٱبۡنُواْ عَلَيۡهِم بُنۡيَٰنٗاۖ﴾ يعني: سُدوا عليهم الغار واتركوهم، ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا﴾ وهم أهل السلطان وأهل القوة ﴿مَّسۡجِدٗا﴾ أي: مُصَلًّى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3456)، ومسلم رقم (2669).