×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: عن أبي سعيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَذْوَ الْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمُوهُ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ؟!» ([1]) أخرجاه، وهذا سياق مسلم. فبَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا أن كل ما وقع من أهل الكتاب مما ذمهم الله به في هذه الآيات وغيرها - لا بد أن يقع جميعه في هذه الأمة. وهو الشاهد للترجمة.

قوله: «سَنَنَ» بفتح المهملة، أي: طريق مَن كان قبلكم.

قوله: «حَذْوَ الْقُذَّةِ»: بنصب «حَذْو» على المصدر. والقُذَّة - بضم القاف -: واحدة القُذَذ، وهو ريش السهم، أي: لَتَتبعُن طريقهم في كل ما فعلوه وتُشبهونهم في ذلك، كما تُشْبِه قُذَّة السهم القُذَّة الأخرى. فوقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم.

قال سفيان بن عيينة: «مَن فَسَد من علمائنا ففيه شَبَه من اليهود، ومَن فَسَد من عُبَّادنا ففيه شَبَه من النصارى». انتهى.

**********

قوله: «وقول الله تعالى: ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا  » هذا في قصة أصحاب الكهف، الفتية المؤمنون الذين ذكر الله قصتهم، وأن قومهم لما عثروا عليهم أمواتًا في الكهف اختلفوا في شأنهم، فقال بعضهم: ﴿ٱبۡنُواْ عَلَيۡهِم بُنۡيَٰنٗاۖ يعني: سُدوا عليهم الغار واتركوهم، ﴿قَالَ ٱلَّذِينَ غَلَبُواْ عَلَىٰٓ أَمۡرِهِمۡ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيۡهِم مَّسۡجِدٗا وهم أهل السلطان وأهل القوة ﴿مَّسۡجِدٗا أي: مُصَلًّى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3456)، ومسلم رقم (2669).