×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وفي بعضها بحذفها. قال القرطيي: «وكأنها زائدة؛ لأن عامة تصف السَّنة».

والسَّنة: الجَدْب الذي يكون به الهلاك العام.

قوله: «مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ» أي: من غيرهم، من الكفار من إهلاك بعضهم بعضًا، وسبي بعضهم بعضًا، كما هو مبسوط في التاريخ.

قوله «فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ»: قال الجوهري: «بيضة كل شيء: حوزته. وبيضة القوم: ساحتهم». وعلى هذا فيكون معنى الحديث: أن الله لا يسلط العدو على كافة المسلمين حتى يستبيح جميع ما حازوه من البلاد والأرض، ولو اجتمع عليهم مَن بأقطار الأرض، وهي جوانبها. وقيل: بيضتهم: معظمهم وجماعتهم، وإن قَلُّوا.

قوله: «وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ» هذا كما في الحديث: «وَلاَ رَادَّ لِمَا قَضَيْتَ» ([1]).

قوله: «حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا»: الظاهر أن «حَتَّى» هنا لانتهاء الغاية، أي أن أمر أمته ينتهي إلى أن يكون بعضهم يُهلِك بعضًا.

**********

هذا حديث عظيم من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، فيه أخبار عظيمة وبشارة لهذه الأمة، وأن هذا الدين سينتشر حتى يبلغ مشارق الأرض ومغاربها.


الشرح

([1])  أخرجه: عبد بن حميد رقم (391)، والطبراني في الكبير رقم (19638)، والبيهقي في الشُعَب رقم (4627).