وفي
بعضها بحذفها. قال القرطيي: «وكأنها زائدة؛ لأن عامة تصف السَّنة».
والسَّنة:
الجَدْب الذي يكون به الهلاك العام.
قوله:
«مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ» أي: من غيرهم، من الكفار من إهلاك بعضهم بعضًا، وسبي
بعضهم بعضًا، كما هو مبسوط في التاريخ.
قوله
«فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ»: قال الجوهري: «بيضة كل شيء: حوزته. وبيضة القوم:
ساحتهم». وعلى هذا فيكون معنى الحديث: أن الله لا يسلط العدو على كافة المسلمين
حتى يستبيح جميع ما حازوه من البلاد والأرض، ولو اجتمع عليهم مَن بأقطار الأرض،
وهي جوانبها. وقيل: بيضتهم: معظمهم وجماعتهم، وإن قَلُّوا.
قوله:
«وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ
لاَ يُرَدُّ» هذا كما في الحديث: «وَلاَ رَادَّ لِمَا قَضَيْتَ» ([1]).
قوله:
«حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا»:
الظاهر أن «حَتَّى» هنا لانتهاء الغاية، أي أن أمر أمته ينتهي إلى أن يكون بعضهم
يُهلِك بعضًا.
**********
هذا حديث عظيم من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم، فيه أخبار عظيمة وبشارة لهذه الأمة، وأن هذا الدين سينتشر حتى يبلغ مشارق الأرض ومغاربها.
([1]) أخرجه: عبد بن حميد رقم (391)، والطبراني في الكبير رقم (19638)، والبيهقي في الشُعَب رقم (4627).