×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: «إِنَّ اللهَ زَوَى لِي الأَْرْضَ» يعني: جَمَعها وحواها وطواها له صلى الله عليه وسلم، حتى صارت صغيرة، فرأى صلى الله عليه وسلم أقصاها وأدناها. وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم، «فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا» رأى المشرق والمغرب، وجَمَعها لكثرة الطالع والغارب من الكواكب.

قال: «وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا» هذا خبر منه صلى الله عليه وسلم، وهو معجزة!

وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، فاتسع مُلْك أمة محمد حتى بلغ المشرق والمغرب بالفتوحات في عهد عمر رضي الله عنه، وعهد الخلفاء الراشدين ومَن جاء بعدهم، حتى وصل الإسلام إلى حدود الصين وإلى السند وإلى أقصى المشرق، ووصل إلى طنجة في أقصى المغرب، بل امتد حتى وصل إلى جبال البرانس على حدود فرنسا مع الأندلس.

أما الشمال والجنوب فلم يذكر فيه شيئًا؛ ولذلك لم تمتد الفتوحات جنوبًا وشمالاً؛ لأن معظم سكان الأرض - والله أعلم - في المشرق والمغرب. أما الجنوب والشمال فسكانهما قليل، بسبب البرد الشديد والجليد الذي يغطي مساحات واسعة من الجنوب والشمال. وهذا من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم.

قوله «وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الأَْحْمَرَ وَالأَْبْيَضَ» المراد بالكنزين: الأموال النفيسة «الأَْحْمَرَ»: الذهب، و«الأَْبْيَضَ» الفضة.

هذا إخبار منه صلى الله عليه وسلم أن أمته استولت على أموال فارس والروم، أموال فارس من الأبيض وهو الفضة والجواهر، وأموال الروم من الأحمر وهو 


الشرح