×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

الذهب. وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، واستولى المسلمون على أموال كسرى وقيصر، وأنفقوها في سبيل الله عز وجل.

قوله: «وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لأُِمَّتِي» هذا من شفقته بأمته صلى الله عليه وسلم، «أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ» قيل: الباء زائدة، والأصل: بسنةٍ عامةٍ. وفي بعض الروايات: «سَنَةً عامَّةً» بدون باء.

ومعنى السنة: الجدب والقحط. قال عز وجل ﴿وَلَقَدۡ أَخَذۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ بِٱلسِّنِينَ [الأعراف: 130] يعني: بالجدب والقحط المتوالي. وقال صلى الله عليه وسلم لما دعا على قريش: «اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ» ([1]) دعا عليهم بالجدب والقحط.

فالرسول صلى الله عليه وسلم دعا ربه أن لا يُهلِك الأمة بجدب عام على جميع المسلمين، بل يكون الجدب في بعض البلاد دون بعض؛ لأن هذا أخف من كون الجدب يعم بلاد المسلمين كلها فتَهلك أموالهم ومواشيهم.

قوله: «وَأَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ» يعني أن لا يسلط عليهم الكفار «فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ» أي: حوزتهم وقوتهم وجماعتهم وبلادهم، «وَإِنَّ رَبِّي قَالَ: يَا مُحَمَّدُ» هذا فيه إثبات الكلام لله عز وجل «إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لاَ يُرَدُّ» إذا قضى الله وقَدَّر شيئًا فلابد أن يقع، فأقدار الله نافذة في جميع خلقه مسلمهم وكافرهم فلا راد لقضاء الله سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (804)، ومسلم رقم (675).