×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قال: «وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لأُِمَّتِكَ» استجاب الله دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم «أَنْ لاَ أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ عَامَّةٍ» يعني: لا يعمم الجدب على بلاد المسلمين «وَأَنْ لاَ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ، يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا» يعني: مِن غيرهم، «حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا» يعني: مادام المسلمون مجتمعين على كلمة واحدة وعلى جماعة واحدة، فلن يستطيع أحد من أهل الأرض أن يتسلط عليهم.

هذا مما أعطاه الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم، بهذا الشرط: أن يكونوا أمة واحدة غير مختلفين، متحابين في الله.

فما دام هذا الشرط موجودًا، فلن يتسلط عليهم أحد، ولن يُمكِّنه الله!!

وهذا وقع في أول هذه الأمة لما كانت أمة واحدة ودولة واحدة وقيادة واحدة تحت طاعة ولي أمرهم منقادين لولي الأمر، ما استطاع الفرس والروم أن يتسلطوا عليهم بل سقطوا تحت أقدام المسلمين.

ولما اختل هذا الشرط ووقع بينهم الخلاف والتفرق، وصار بعضهم يَقتل بعضًا، ويَسبي بعضُهم بعضًا؛ سَلَّط الله عليهم أعداءهم!!

وهذا وقع كما أخبر به صلى الله عليه وسلم ! لما قُتِل عثمان رضي الله عنه خليفة المسلمين وثالث الخلفاء الراشدين، وقع القتال في الأمة، ولا يزال إلى أن تقوم الساعة بسبب أنهم تفرقوا واختلفوا.

فمنذ أن قُتِل عثمان رضي الله عنه والأمة في اختلاف وتناحر وتطاحن وقتال


الشرح