×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: «وَإِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ» ([1]).

قال القرطبي: وقد جاء عددهم مُعَيَّنًا في حديث حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ وَدَجَّالُونَ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ: مِنْهُمْ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ» ([2]). أخرجه أبو نُعَيْم، وقال: هذا حديث غريب. وحديث ثوبان أصح من هذا. قال القاضي عياض: عُدَّ مَن تنبأ من زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الآن، ممن اشتهر بذلك وعُرِف، واتبعه جماعة على ضلالته؛ فوُجِد هذا العدد فيهم، ومَن طالع كتب الأخبار والتاريخ عَرَف صحة هذا، وآخرهم الدجال الأكبر.

قوله: «وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ» قال الحسن: الخاتَم: الذي خُتم به، يعني أنه آخر النبيين؛ كما قال عز وجل: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّ‍ۧنَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا [الأحزاب: 40].

وإنما ينزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان حاكمًا بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم مصليًا إلى قبلته، فهو كآحاد أمته، بل هو أفضل هذه الأمة.

**********

هذا خبر منه صلى الله عليه وسلم أنه سيَظهر في هذه الأمة كذابون دجالون، وعددهم ثلاثون كذابًا، كلهم يَدَّعِي أنه نبي!!

وقد حصل ما أخبر به صلى الله عليه وسلم !!


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4252)، وابن ماجه رقم (3952)، وأحمد رقم (22395).

([2])  أخرجه: أحمد رقم (23358)، والطبراني في الكبير رقم (3026).