×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

إما بأن يذهبوا إلى المشركين في بلادهم ويساكنوهم. وإما أن يَبْقَوا في بلاد المسلمين ويتبعوا المشركين في عقيدتهم وفي مذهبهم ويرتدوا عن الإسلام.

ووقع هذا كما أخبر به صلى الله عليه وسلم !!

ففيهم مَن ذهب إلى بلاد الكفار ولم يرجع، وصار يوافق الكفار في أمورهم الدينية، وهو مختار للإقامة بينهم.

وفيهم مَن بَقِي في بلاد المسلمين ويعتنق مذاهب الكفر؛ من شيوعية، وبعثية، وقومية... وغير ذلك. وهؤلاء لحقوا بالمشركين في قلوبهم وعقائدهم، كما أخبر صلى الله عليه وسلم وإن لم يلحقوا بهم بأبدانهم.

قوله: «وَحَتَّى تَعْبُدَ فِئَامٌ مِنْ أُمَّتِي الأَْوْثَانَ»، «فِئَامٌ مِنْ أُمَّتِي» أي: جماعات كثيرة من هذه الأمة، وليست قليلة. و«الأَْوْثَانَ»: تشمل كل ما عُبِد من دون الله، فيدخل فيها القبور. فعَبَدت جماعات من هذه الأمة القبور والأضرحة، وصارت عبادة القبور على أشدها في البلاد الممتدة، والمسجد الذي ليس فيه ضريح لا قيمة له عندهم، إنما يتزاحمون على المسجد الذي فيه ضريح، واعتبروا هذا هو الدين الصحيح، وسَمَّوا دين التوحيد الصحيح: دين الخوارج.

وهذا مع ما قبله من هذا الحديث فيه شاهد للترجمة، وفيه رَدٌّ على مَن زعم أن هذه الأمة لا يقع فيها شرك، مع أن خبر الرسول صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق - صريح في أن جماعات من أمته ستعبد الأوثان.


الشرح