×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

أما مَن أراد بالأمة خلاف ذلك، وابتكر لها منهجًا أو خَطَّط لها تخطيطًا جديدًا يخالف منهج السلف؛ فهذا لا يريد للأمة خيرًا، سواء كان متعمدًا أو لم يتعمد.

وأخطر ما على الأمة الآن الدعاة الجُهال الذين لا يعرفون العلم، ويَدْعُون الناس بجهل وضلال. أو الدعاة المغرضون الذين يَعرفون الحق لكنهم مغرضون، يريدون صرف الأمة عن جادة الصواب.

الحاصل: أن الأمة على خطر من هؤلاء، فعلينا أن نتنبه لهذا الأمر، وأن نعالج هذا الأمر قبل أن يستفحل.

قوله: «وَإِذَا وَقَعَ عَلَيْهِمُ السَّيْفُ لَمْ يُرْفَعْ عَنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» كذلك خاف عليهم النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا بدأ القتال بين المسلمين، فإنه لا يُرفع إلى يوم القيامة. وهذه بليَّة أخرى!!

البلية الأولى: تَسَلُّط الكفار على المسلمين.

البلية الثانية: إذا وقع القتال بين المسلمين، فإنه لا يُرفع إلى يوم القيامة عقوبةً لهم.

وذلك حصل كما أخبر به صلى الله عليه وسلم، فإنه لما قُتِل الخليفة الراشد أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، فإنه لا يزال القتال مستمرًّا بين المسلمين، وسيستمر إلى أن تقوم الساعة! ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.

قوله: «وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَلْحَقَ حَيٌّ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ» هذا محل الشاهد من الحديث. والحي: المراد به القبيلة. ومعنى «يَلحق»: يَتْبَع.


الشرح