×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

 قوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا مما تظنون بنا﴿وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ وهذا من باب استعمال أفعل التفضيل فيما ليس في الطرف الآخَر مشاركة؛ كقوله: ﴿أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ يَوۡمَئِذٍ خَيۡرٞ مُّسۡتَقَرّٗا وَأَحۡسَنُ مَقِيلٗا [الفرقان: 24]، قاله ابن كثير.

**********

لما كان اليهود والنصارى يَسخرون من المسلمين ومن دينهم، ويَعيبونهم ويتنقصونهم بما هو الكمال والشرف، وهو الإيمان بالله عز وجل، والإيمان بالرسل وما أَنزل الله على هذه الأمة وما أَنزل على مَن قبلها، كما بَيَّنه الله عز وجل في كتابه بقوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَكُمۡ هُزُوٗا وَلَعِبٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَٱلۡكُفَّارَ أَوۡلِيَآءَۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٥٧وَإِذَا نَادَيۡتُمۡ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ ٱتَّخَذُوهَا هُزُوٗا وَلَعِبٗاۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَعۡقِلُونَ ٥٨ [المائدة: 57- 58].

لما كان هذا حالهم مع المؤمنين أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه هذه الآيات: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ هَلۡ تَنقِمُونَ مِنَّآ إِلَّآ أَنۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبۡلُ وَأَنَّ أَكۡثَرَكُمۡ فَٰسِقُونَ ٥٩قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ أُوْلَٰٓئِكَ شَرّٞ مَّكَانٗا وَأَضَلُّ عَن سَوَآءِ ٱلسَّبِيلِ ٦٠ [المائدة: 59- 60].

فهذه الآيات فيها الرد على المخالفين، وأنه يجب الرد على أهل الزيغ وأهل الباطل، ولا يُسكت عنهم، وأنه ينبغي فضحهم وكشف أستارهم.

وفيها الرد على الذين يقولون: لا تَرُدوا على أهل المقالات الفاسدة، ولا تَرُدوا على أهل الضلال.


الشرح