وقوله
تعالى: ﴿قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم
بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ
عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ﴾ الآية.
قال
البغوي في تفسيره: ﴿قُلۡ﴾ « يا محمد﴿هَلۡ
أُنَبِّئُكُم﴾ أخبركم ﴿بِشَرّٖ
مِّن ذَٰلِكَ﴾يعني قولهم: لم نَرَ أهل دين أقل حظًّا في الدنيا
والآخرة منكم، ولا دينًا شرًّا من دينكم. فذكر الجواب بلفظ الابتداء؛ كقوله: ﴿قُلۡ
أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكُمُۚ﴾ [الحج: 72].
وقوله: ﴿مَثُوبَةً﴾ ثوابًا وجزاء، نُصِب على التفسير: ﴿عِندَ
ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ
وَٱلۡخَنَازِيرَ﴾ فالقردة: أصحاب السبت. والخنازير: كفار مائدة
عيسى.
وعن
علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس أن المسخين كلاهما من أصحاب السبت، فشبابهم مُسِخوا
قردة، ومشايخهم مُسِخوا خنازير.
﴿وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ﴾ أي: وجَعَل منهم
مَن عَبَد الطاغوت، أي: أطاع الشيطان فيما سَوَّل له» ([1]).
وفي تفسير الطبري: قرأ حمزة «وعَبُدَ» بضم الباء وجر التاء. وقرأ ابن عباس، وابن مسعود، وإبراهيم النَّخَعي، والأعمش، وأبان بن تغلب: «وعُبُد الطاغوتِ» بضم العين والباء وفتح الدال، وخفض التاء.
([1]) انظر: تفسير البغوي (2/49).