×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وقوله تعالى: ﴿قُلۡ هَلۡ أُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ الآية.

قال البغوي في تفسيره: ﴿قُلۡ « يا محمد﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُم أخبركم ﴿بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكَيعني قولهم: لم نَرَ أهل دين أقل حظًّا في الدنيا والآخرة منكم، ولا دينًا شرًّا من دينكم. فذكر الجواب بلفظ الابتداء؛ كقوله: ﴿قُلۡ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرّٖ مِّن ذَٰلِكُمُۚ [الحج: 72].

وقوله: ﴿مَثُوبَةً  ثوابًا وجزاء، نُصِب على التفسير: ﴿عِندَ ٱللَّهِۚ مَن لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيۡهِ وَجَعَلَ مِنۡهُمُ ٱلۡقِرَدَةَ وَٱلۡخَنَازِيرَ فالقردة: أصحاب السبت. والخنازير: كفار مائدة عيسى.

وعن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس أن المسخين كلاهما من أصحاب السبت، فشبابهم مُسِخوا قردة، ومشايخهم مُسِخوا خنازير.

﴿وَعَبَدَ ٱلطَّٰغُوتَۚ أي: وجَعَل منهم مَن عَبَد الطاغوت، أي: أطاع الشيطان فيما سَوَّل له» ([1]).

وفي تفسير الطبري: قرأ حمزة «وعَبُدَ» بضم الباء وجر التاء. وقرأ ابن عباس، وابن مسعود، وإبراهيم النَّخَعي، والأعمش، وأبان بن تغلب: «وعُبُد الطاغوتِ» بضم العين والباء وفتح الدال، وخفض التاء.


الشرح

([1])  انظر: تفسير البغوي (2/49).