×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

باب ما جاء في السحر، وقول الله تعالى:

﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ

وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ

يَعۡلَمُونَ [البقرة: 102].

**********

قوله: باب ما جاء في السحر أي: والكَهانة.

السحر في اللغة: عبارة عما خَفِي ولَطُف سببه؛ ولهذا جاء في الحديث: «إِنَّ مِنَ البَيَانِ لَسِحْرًا» ([1])، وهذا من التشبيه البليغ، شَبَّهه بالسحر لكونه بالبيان يحصل منه ما يحصل من السحر.

قال أبو محمد المقدسي في الكافي: «السِّحر: عزائم ورُقًى، ومنه ما يؤثر في القلوب والأبدان، فيُمْرِض ويَقتل ويُفَرِّق بين المرء وزوجه، قال عز وجل: ﴿وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمۡ وَلَا يَنفَعُهُمۡۚ [البقرة: 102] وقال: ﴿وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ [الفلق: 4]، يعني: السواحر اللاتي ينفثن في عُقَدهن. ولولا أن للسحر حقيقة لم يأمر بالاستعاذة منه».

واختلفوا هل يَكفر الساحر أم لا؟

فذهب طائفة من السلف إلى أنه يَكفر. وبه قال مالك وأبو حنيفة، وأحمد، قال أصحابه: إلاَّ أن يكون سحره بأدوية وتدخين وسَقْي شيء يضر فلا يَكفر.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5146)، ومسلم رقم (869).