×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

ومما يدل على أنه كفر قوله عز وجل: ﴿وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنۡ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحۡنُ فِتۡنَةٞ فَلَا تَكۡفُرۡۖ [البقرة: 102].

**********

 قال الشيخ رحمه الله: «باب ما جاء في السِّحر» يعني: ما جاء في بيان حكمه، وتحريمه، وبطلانه.

ومناسبة هذا الباب للأبواب السابقة: أن الشيخ رحمه الله ذَكَر في الأبواب السابقة أنواعًا من الشرك ووسائل الشرك. ولما كان السِّحر نوعًا من أنواع الشرك عَقَد له المصنف هذا الباب، وذَكَر في الباب من الآيات والأحاديث ما يبين حكم السحر وحكم الساحر.

والسِّحر في اللغة: عبارة عما لَطُف وخَفِي سببه. ومنه سُمي السَّحَر في آخِر الليل؛ لأنه خَفِي.

وسَمَّى النبي صلى الله عليه وسلم البلاغة في الكلام والبيان سحرًا، فقال: «وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا» ([1])، بمعنى: أن البلاغة والبيان تؤثر في النفوس وتجذبها إلى الكلام البليغ والفصيح، فهو سِحر لُغوي، إلاَّ أنه ليس حرامًا.

وكذلك سَمَّى النميمة - وهي الوشاية بين الناس - سِحرًا، فقال: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ - يعني: السحر - هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ» ([2])؛ لأنها تُفسد بين الناس، فهي تعمل عمل السحر.

وأما السِّحر في الشرع: فهو عبارة عن تمائم ورُقًى وعُقَد يعملها الساحر وينفث فيها من ريقه، فتؤثر بإذن الله في بدن المسحور أو في عقله أو في قلبه.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5146).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2606).