فالسِّحر له تأثير إما بالقتل، وإما بما هو دون ذلك.
· وهو نوعان:
النوع الأول: السحر الحقيقي، وهو الذي يكون ناتجًا عن عمل الساحر من
عَقْد العُقَد والنفث فيها، قال عز وجل: ﴿وَمِن
شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ﴾ [الفلق: 4] أي: التي تعقد
العُقَد في الخيوط وتنفث فيها.
والنوع الثاني: سحر تخييلي، ليس له حقيقة، وهو ما يأخذ العيون
والأبصار، ويُظهِر لها الأشياء على غير حقيقتها. وهو ما يسمى: «القُمْرة» عند الناس، وهو خيال ودجل
وشعوذة. ومنه سِحر آل فرعون؛ كما قال عز وجل: ﴿يُخَيَّلُ
إِلَيۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ﴾ [طه: 66]، يعني:
العِصِي والحبال، وهي ليست كذلك، لكن عملوا حيلاً وأشياء خفية تجعلها كأنها حيات
وأنها تتحرك. وهذا هو عمل المشعوذين الآن في السيرك وغيره.
وجمهور العلماء على أن السحر له حقيقة، وأنه يؤثر ويَقتل ويُمْرِض.
أما الحنفية والمعتزلة فإنهم ينكرون السحر الحقيقي، ويقولون: «لا يوجد إلاَّ سحر تخييلي فقط» وأما
الحقيقي فلا يعترفون به، وهذا لا شك أنه خطأ.
فالسحر الحقيقي موجود، ولولا أن له حقيقة ما أَثَّر ولا قَتَل ولا أَمْرَض،
والله عز وجل يقول: ﴿وَمَا هُم
بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنۡ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ﴾ [البقرة: 102].