قال الشارح: «على المشهور
عن أحمد، وبه قال مالك»، أي: يُقتل من غير استتابة.
والقول الثاني - وهو رواية عن أحمد، وبه قال الشافعي -: أنه يستتاب
كغيره من المرتدين؛ لأن المشرك يستتاب، فالساحر أيضًا يستتاب.
ولكن الرأي الأول أرجح، فيُقتل ولا يستتاب لِغِلظ ردته، ولأجل كف شره عن
المسلمين، ولأنه قد يُظهِر التوبة ويخدع الناس. لكن إن كان صادقًا في توبته فهذا
فيما بينه وبين الله، أما الحد فلا يسقط عنه. وهذا حكمه في الدنيا.
وعلى كل حال: أَمْر السحر أمر خطير، وفي هذا الزمان كثر شر السحرة،
وصاروا يستعملون السحر من أجل ابتزاز أموال الناس واللعب عليهم،
وأَمْر الأموال أخف من أمر العقيدة، وإن كانت الأموال شيئًا مُهمًّا يجب
الحفاظ عليه، ولكن العقيدة أهم.
ووجود السحرة في المجتمعات الإسلامية وباء خطير فتاك، يجب علاجه ويجب
القضاء عليه.
فالسحرة في العالم في هذا الزمان يقيمون نوادي يجتمعون فيها، ويعقدون
مؤتمرات من أجل إهلاك البشر، وتعاظَم شرهم وخطرهم.
فيجب على المسلمين أن يَحذروا منهم غاية الحذر، ويجب على مَن عَلِم بوجود
ساحر في البلد أن يُبلِّغ ولاة الأمور عنه.