×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قال: وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ» ([1]). رواه مسلم.

قوله: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟»: بفتح المهملة وسكون المعجمة. ثم فسرها بقوله: «هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ»، فأَطلق عليها العَضْه؛ لأن النَّمَّام يعمل عمل الساحر.

وذَكَر ابن عبد البر عن يحيى بن أبي كثير قال: «يُفْسِد النَّمَّام والكذَّاب في ساعة - ما لا يُفْسِد الساحر في سنة».

وقال أبو الخَطَّاب في عيون المسائل: «ومِن السحر: السعي بالنميمة والإفساد بين الناس».

قال ابن حزم: «واتفقوا على تحريم الغِيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة».

وفيه دليل على أنها من الكبائر.

قوله: «الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ»: ومنه الحديث: «فَفَشَتْ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ» ([2])، أي: كثرة القول وإيقاع الخصومة.

**********

 العَضْه - بإسكان الضاد ([3]) -: السحر، قال عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلۡقُرۡءَانَ عِضِينَ [الحجر: 91] أي: جعلوه سِحرًا.


الشرح

([1])  أخرجه:مسلم رقم (2606).

([2])  أخرجه: بنحوه البخاري رقم (2505).

([3])  قال النووي في شرحه على صحيح مسلم رقم (16/159): (هذه اللفظة رَوَوها على وجهين: أحدهما: العِضَه، بكسر العين وفتح الضاد المعجمة، والثاني: العَضْه بفتح العين وإسكان الضاد، على وزن (الوجه).