قال:
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
«أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟ هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ
النَّاسِ» ([1]). رواه مسلم.
قوله:
«أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ مَا الْعَضْهُ؟»: بفتح المهملة وسكون المعجمة. ثم فسرها
بقوله: «هِيَ النَّمِيمَةُ الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ»، فأَطلق عليها العَضْه؛
لأن النَّمَّام يعمل عمل الساحر.
وذَكَر
ابن عبد البر عن يحيى بن أبي كثير قال: «يُفْسِد النَّمَّام والكذَّاب في ساعة -
ما لا يُفْسِد الساحر في سنة».
وقال
أبو الخَطَّاب في عيون المسائل: «ومِن السحر: السعي بالنميمة والإفساد بين الناس».
قال
ابن حزم: «واتفقوا على تحريم الغِيبة والنميمة في غير النصيحة الواجبة».
وفيه
دليل على أنها من الكبائر.
قوله:
«الْقَالَةُ بَيْنَ النَّاسِ»: ومنه الحديث: «فَفَشَتْ الْقَالَةُ بَيْنَ
النَّاسِ» ([2])، أي: كثرة القول
وإيقاع الخصومة.
**********
العَضْه - بإسكان الضاد ([3]) -: السحر، قال عز وجل: ﴿ٱلَّذِينَ جَعَلُواْ ٱلۡقُرۡءَانَ عِضِينَ﴾ [الحجر: 91] أي: جعلوه سِحرًا.
([1]) أخرجه:مسلم رقم (2606).