×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

وقوله: وللنَّسائي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً، ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ، وَمَنْ سَحَرَ فَقَدْ أَشْرَكَ، وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ» ([1]): هذا الحديث ذكره المصنف رحمه الله من حديث أبي هريرة، وعزاه للنَّسَائي، وقد رواه النَّسَائي مرفوعًا، وحَسَّنه ابن مفلح.

قوله: وللنَّسَائي: هو الإمام الحافظ أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن، صاحب «السنن الكبرى» و «المُجتبَى» وغيرهما، روى عن محمد بن المُثَنَّى، وابن بشار، وقتيبة... وخَلْق. وكان إليه المنتهى في العلم بعلل الحديث، مات سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمِائة، وله ثمانون سنة.

قوله: «مَنْ عَقَدَ عُقْدَةً، ثُمَّ نَفَثَ فِيهَا فَقَدْ سَحَرَ»: قال عز وجل: ﴿وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ [الفلق: 4]، يعني: السواحر اللاتي يفعلن ذلك. والنَّفْث: هو دون التَّفْل.

وقوله: «وَمَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ» أي: مَن عَلَّق قلبه بشيء، بحيث يرجوه ويخافه؛ وَكَله الله إلى ذلك الشيء. ومَن قَصَر تعلقه على الله وحده، كفاه ووقاه؛ كما قال عز وجل: ﴿وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓۚ [الطلاق: 3]، وقال عز وجل: ﴿وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ [المائدة: 23]، ومَن تعلق قلبه بغير الله في رجاء نفع أو دفع ضر، فقد أشرك.

**********


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (4079)، والطبراني في +الأوسط؛ رقم (1469).