باب ما جاء في الكهان ونحوهم
**********
قوله:
باب ما جاء في الكهان ونحوهم، الكاهن: هو الذي يأخذ عن مُسترِق السمع. وكانوا قبل
المبعث كثيرًا، وأما بعد المبعث فإنهم قَلُّوا؛ لأن الله حرس السماء بالشهب.
وأكثر
ما يقع في هذه الأمة ما يخبر به الجن مواليهم من الإنس عن الأشياء الغائبة مما يقع
في الأرض من الأخبار، فيظنه الجاهل كشفًا وكرامة.
وقد
اغتر بذلك كثير من الناس، يظنون ذلك المُخبِر لهم عن الجن وليًّا لله، وهو من
أولياء الشيطان؛ كما قال عز وجل: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ
جَمِيعٗا يَٰمَعۡشَرَ ٱلۡجِنِّ قَدِ ٱسۡتَكۡثَرۡتُم مِّنَ ٱلۡإِنسِۖ وَقَالَ
أَوۡلِيَآؤُهُم مِّنَ ٱلۡإِنسِ رَبَّنَا ٱسۡتَمۡتَعَ بَعۡضُنَا بِبَعۡضٖ
وَبَلَغۡنَآ أَجَلَنَا ٱلَّذِيٓ أَجَّلۡتَ لَنَاۚ قَالَ ٱلنَّارُ مَثۡوَىٰكُمۡ
خَٰلِدِينَ فِيهَآ إِلَّا مَا شَآءَ ٱللَّهُۗ﴾ الآية [الأنعام:
128].
**********
مناسبة هذا الباب لما قبله: أن ما قبله في بيان السحر وحُكْم الساحر، وبيان
بعض أنواع السحر. وهذا في حكم الكهان؛ وذلك للتشابه بين الكهان والسحرة؛ لأن كلًّا
من السحر والكَهانة عمل شيطاني ينافي العقيدة ويضادها.
والشيخ رحمه الله في هذا الكتاب يبين العقيدة الصحيحة، ويبين ما يضادها من
الشركيات والكفريات أو ينقصها من البدع والمحدثات.
الصفحة 1 / 513