وهذه هي الطريقة الصحيحة المتمشية مع الكتاب والسنة؛ أنه يبين الخير
ويوضحه، ثم يبين ما هو ضده من الشر، من أجل أن يكون المسلم على حذر.
فلا يكفي أن يعرف الإنسان الخير فقط، بل لابد من معرفته للخير أن يعرف
الشر؛ من أجل أن يتجنبه. وإلا إذا لم يعرف الشر فإنه حَرِيٌّ به أن يقع فيه وهو لا
يدري، بل قد يظنه خيرًا.
قوله: «باب ما جاء في الكهان...»
يعني: ما جاء من الأدلة من الكتاب والسنة على أنه لا يجوز الذَّهاب إلى الكهان،
ولا تصديقهم ولا العمل بقولهم.
وقوله: «ونحوهم» يعني:
ومَن كان مثلهم من العرافين والمنجمين والمشعوذين؛ لأن هذا الباب يشمل كل ما هو من
نوع الكهانة، من الذين يُفسِدون العقيدة، ويشوشون على المسلمين عقيدتهم.
فهؤلاء جميعًا يجب الابتعاد عنهم والإنكار عليهم، ويجب منعهم من مزاولة هذه
الأباطيل التي يأكلون بها أموال الناس بالباطل، ويُفسِدون على الناس عقائدهم، ولو
تَسَمَّوا بالمعالجين، أو تَسَمَّوا بالأطباء الشعبيين... أو غير ذلك من الأسماء،
فهذا لا يُغيِّر الحقيقة في أنهم كَذَبة دجالون، وأنهم يستخدمون الجن ويستعينون
بالشياطين.
فلا يجوز الركون إليهم، ولا يجوز تسميتهم بالفنانين أو أصحاب الفن... أو
غير ذلك من التستر عليهم، أو إفساح المجال لهم في مجتمع المسلمين.