×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

بل تجب محاربتهم ومحاصرتهم، ومَن ثَبَت عليه تعاطي هذه الأمور يؤخذ ويُقدَّم إلى المحكمة الشرعية للحكم عليه بما يناسبه؛ لردعه ومنعه وكف شره عن المسلمين.

فلا يجوز التساهل في هذه الأمور، فإنه في عصرنا الحاضر قد راجت سوقهم، وانتشر باطلهم باسم المعالجين، وباسم الرُّقية، وأنهم يَرقون المريض، وصاروا يعلنون عن أنفسهم ليروجوا باطلهم، فهم يجعلون لهم عناوين وأرقام الهواتف للاتصال عليهم في داخل المملكة وخارجها، بل يتشبهون بالأطباء ويفتحون لهم عيادات طبية، ويصير لهم ناس ينظمون المراجعين عليهم؛ مثل ما يكون الناس عند الطبيب! وهم في الحقيقة كذبة خونة، عملاء للشياطين وعملاء للجن! فيجب الحذر منهم، وعدم الاغترار بأساليبهم وأباطيلهم.

والكهان: جمع كاهن. والكاهن: هو الذي يَدَّعِي علم الغيب، وذلك أنه يأخذ عن الشياطين، ثم يخبر الناس بما تخبره به الشياطين. ولا يحصل له ذلك إلاَّ إذا كَفَر بالله واستجاب للشياطين بما يريدونه منه، وبذلك يخدمونه، فيخبرونه بأشياء لا يعرفها، قال عز وجل: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢ يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣ [الشعراء: 221- 223].

هؤلاء هم الكهان، ويَظن بعض الناس أنهم مَهَرة، وأنهم أطباء، والبعض الآخَر يظن أنهم أولياء لله وأن هذه كرامات ظهرت على أيديهم! وهم في الحقيقة أولياء للشيطان؛ لأنهم خضعوا للشيطان


الشرح