×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قوله: وقول الله تعالى: ﴿أَلَآ إِنَّمَا طَٰٓئِرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ: ذَكَر عز وجل هذه الآية في سياق قوله: ﴿فَإِذَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَٰذِهِۦۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ الآية.

والمعنى: أن آل فرعون إذا أصابتهم الحسنة، أي: الخِصب والسَّعة والعافية - كما فسره مجاهد وغيره ([1])﴿قَالُواْ لَنَا هَٰذِهِۦۖ؛ أي: نحن الجديرون والحقيقون به ونحن أهله! ﴿وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞأي: بلاء وقحط ﴿يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ. فيقولون: هذا بسبب موسى وأصحابه، أصابنا بشؤمهم.

فقال عز وجل: ﴿إِنَّمَا طَٰٓئِرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ. قال ابن عباس: «طائرهم: ما قَضَى عليهم وقَدَّر لهم». وفي رواية: «شؤمهم عند الله ومِن قِبله» ([2]). أي: إنما جاءهم الشؤم مِن قِبله بكفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله.

قوله: ﴿وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ [الأعراف: 131]؛ أي: أن أكثرهم جهال لا يدرون. ولو فهموا وعَقَلوا، لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى عليه السلام إلاَّ الخير والبركة والسعادة والفلاح - لمن آمن به واتبع قوله.

وقوله: ﴿قَالُواْ طَٰٓئِرُكُم مَّعَكُمۡ الآية: المعنى - والله أعلم -: حَظُّكم وما نالكم من شر معكم؛ بسبب أفعالكم وكفركم ومخالفتكم الناصحين. ليس هو من أجلنا ولا بسببنا، بل ببغيكم وعدوانكم.


الشرح

([1])  انظر: تفسر الطبري (9/29).

([2])  انظر: تفسير الطبري (9/30).