قوله:
وقول الله تعالى: ﴿أَلَآ إِنَّمَا
طَٰٓئِرُهُمۡ عِندَ ٱللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾: ذَكَر عز وجل
هذه الآية في سياق قوله: ﴿فَإِذَا جَآءَتۡهُمُ ٱلۡحَسَنَةُ
قَالُواْ لَنَا هَٰذِهِۦۖ وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَىٰ
وَمَن مَّعَهُۥٓۗ﴾ الآية.
والمعنى:
أن آل فرعون إذا أصابتهم الحسنة، أي: الخِصب والسَّعة والعافية - كما فسره مجاهد
وغيره ([1])﴿قَالُواْ
لَنَا هَٰذِهِۦۖ﴾؛ أي: نحن الجديرون والحقيقون به ونحن أهله! ﴿وَإِن
تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ﴾أي: بلاء وقحط ﴿يَطَّيَّرُواْ
بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُۥٓۗ﴾. فيقولون: هذا بسبب موسى وأصحابه، أصابنا بشؤمهم.
فقال
عز وجل: ﴿إِنَّمَا طَٰٓئِرُهُمۡ عِندَ
ٱللَّهِ﴾. قال ابن عباس: «طائرهم: ما قَضَى عليهم وقَدَّر
لهم». وفي رواية: «شؤمهم عند الله ومِن قِبله» ([2]). أي: إنما جاءهم
الشؤم مِن قِبله بكفرهم وتكذيبهم بآياته ورسله.
قوله:
﴿وَلَٰكِنَّ
أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 131]؛ أي: أن أكثرهم جهال لا يدرون.
ولو فهموا وعَقَلوا، لعلموا أنه ليس فيما جاء به موسى عليه السلام إلاَّ الخير
والبركة والسعادة والفلاح - لمن آمن به واتبع قوله.
وقوله: ﴿قَالُواْ طَٰٓئِرُكُم مَّعَكُمۡ﴾ الآية: المعنى - والله أعلم -: حَظُّكم وما نالكم من شر معكم؛ بسبب أفعالكم وكفركم ومخالفتكم الناصحين. ليس هو من أجلنا ولا بسببنا، بل ببغيكم وعدوانكم.
([1]) انظر: تفسر الطبري (9/29).