فطائر
الباغي الظالم معه، فما وقع من الشرور فهو سببه الجالب له، وذلك بقضاء الله وقدره
وحكمته وعدله.
قوله: ﴿أَئِن
ذُكِّرۡتُمۚ﴾ أي: من أجل أنا ذكَّرناكم وأمرناكم بتوحيد الله،
قابلتمونا بهذا الكلام؟! ﴿بَلۡ أَنتُمۡ قَوۡمٞ
مُّسۡرِفُونَ﴾ [يس: 19].
**********
قال الشيخ رحمه الله: «باب ما جاء في التطير» أي: من الأدلة
على تحريمه وأنه شرك.
ومناسبة هذا الباب لما قبله: أنه في بيان نوع من أنواع الشرك وهو التطير،
والشرك ضد التوحيد. وهذا الكتاب الذي بين أيدينا كله في بيان التوحيد، وبيان ما
يضاده وينافيه وهو الشرك الأكبر أو ينقصه وهو الشرك الأصغر.
وهذا الباب فيه بيان نوع من أنواع الشرك، وهو التطير والطِّيرة.
والتطير: مصدر «تَطَيَّر». وأما «الطِّيرة»: فهي اسم مصدر لـ «التطير»؛ لأن المفعول المطلق إذا نَقصت
حروفه عن حروف فعله، يسمى اسم مصدر. أما إذا وافقت حروفه حروف الفعل فإنه يسمى
مصدرًا.
ومعنى الطيرة: التشاؤم بالأشياء والاعتقاد أنها تؤثر مكروهًا.
وكان من عادة أهل الجاهلية أنهم يتطيرون بالأشياء، ويعتقدون فيها تأثير
الضرر ويخافون منها. وهذا نوع من أنواع الشرك؛ لأنه خوف من غير الله سبحانه وتعالى،
واعتقاد في غير الله سبحانه وتعالى وأنه يضر أو ينفع.