الثالث: «مُصَدِّقٌ بِالسِّحْرِ»،
والسِّحر تَقَدَّم أنه كفر وشرك بالله عز وجل؛ لأن الساحر لا يستطيع عمل السحر
إلاَّ بخضوعه للشياطين، فإذا خضع لهم وأطاعهم فقد أشرك بالله عز وجل. والذي
يُصَدِّق الساحر مثله في الحكم، كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا
أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم » ([1])؛ لأنه صَدَّق
بالباطل، وصَدَّق بالكفر والشرك، فيكون مثل الساحر، لا يَدخل الجنة؛ لأن الساحر لا
يَدخل الجنة قطعًا إلاَّ إذا تاب إلى الله.
* وهذا الحديث فيه شاهد لهذا الباب - باب التنجيم - لأن التنجيم نوع من
السحر؛ كما سبق في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ النُّجُومِ
فَقَدْ اقْتَبَسَ شُعْبَةً مِنَ السِّحْرِ» ([2])، وكذلك الذي
يُصَدِّق المنجمين يَدخل في السحر. هذا وجه الشاهد من هذا الحديث للباب.
**********
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3904)، والترمذي رقم (135)، وابن ماجه رقم (639)، وأحمد رقم (9536).
الصفحة 16 / 513