فقد أوجب الله سبحانه وتعالى لهم حقوقًا في الكتاب والسُّنة، قال عز وجل: ﴿وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ
حَقَّهُۥ﴾ [الإسراء: 26]، وقال: ﴿وَٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي
ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾ [النساء: 36].
فالقرابة لها حق، سواء كانت من جهة الأم؛ كالأخوال والخالات. أو مِن جهة
الأب؛ كالأعمام والعمات، والإخوة والأخوات... إلى آخره. لها حق على قريبهم بالصلة
والإحسان، وسائر ما فيه النفع لهم ودفع الضرر عنهم، وحقهم ثابت في كتاب الله وسُنة
رسوله.
فالذي يقطع الرحم ولا يؤدي حقها متعرض لهذا الوعيد، أنه لا يدخل الجنة،
وأنه ملعون؛ كما قال عز وجل: ﴿فَهَلۡ
عَسَيۡتُمۡ إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ
أَرۡحَامَكُمۡ﴾ [محمد: 22]، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا
فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ لَها:
مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: ألاَ
تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: بَلَى
يَا رَبِّ، قَالَ: فَذَاكِ» ([1]).
فالرحم لها حق عظيم، ومَن قطع رحمه فإنه لا يَكفر بهذا، لكنه متوعد بهذا الوعيد الشديد، إن شاء الله نفذه فيه، وإن شاء غفر له؛ كما قال عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4830)، ومسلم رقم (2554).