فيجب على طالب العلم أن يَعرف الجاهلية، ويَعرف أمور الجاهلية حتى يَحذر
منها.
قال: «وَالنِّيَاحَة عَلَى الْمَيِّتِ»،
النياحة: رفع الصوت عند المصيبة، وشق الجيوب، ولطم الخدود، وتَعداد محاسن الميت.
هذا كله من أمور الجاهلية، وهي كبيرة من كبائر الذنوب؛ لأن الواجب الصبر والاحتساب
وترك الجَزَع والتسخط.
وقد كانوا في الجاهلية ينوحون على الأموات ويستأجرون النائحات، ويحصل عندهم
ضرب الخدود، وشق الجيوب، والدعاء بالويل والثبور. وهذا جزع من قضاء الله وقدره.
والواجب الصبر والاحتساب عند المصائب؛ كما قال عز وجل ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَيۡءٖ
مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَٰتِۗ
وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ ١٥٥ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا
لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ ١٥٦﴾ [البقرة: 155- 156].
وقال: ﴿مَآ أَصَابَ مِن
مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ
أَن نَّبۡرَأَهَآۚ﴾ [الحديد: 22] أي: في اللوح المحفوظ مكتوبة، ولابد أنها
تقع مقدرة ﴿لِّكَيۡلَا
تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ﴾ [الحديد: 23].
وقال عز وجل: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ﴾ [التغابن: 11]، أي: بقضاء الله وقدره، ﴿وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ﴾ [التغابن: 11]. قال علقمة: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويُسَلِّم ([1]).
([1]) أخرجه: الطبري في تفسيره (28/ 123).