فلا يجوز نسبة المطر إلى غير الله، لا إلى النجم، ولا إلى المناخ، ولا إلى
الرياح، ولا إلى أي شيء؛ إنما هو بإذن الله وبأمر الله، وهو نعمة من الله، هو
سبحانه الذي ينزله، وهو الذي يحبسه، وهو الذي يصرفه. لكن مَن نسبه إلى طلوع النجوم
أو غروبها، فهذا فيه خصلة من خصال الجاهلية.
وتسمية هذه الأربع بالجاهلية دليل على الذم؛ لأن كل ما يُنسَب إلى الجاهلية
فهو مذموم، كما قال عز وجل: ﴿وَلَا
تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ﴾ [الأحزاب: 33]،
وقال: ﴿إِذۡ جَعَلَ ٱلَّذِينَ
كَفَرُواْ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ﴾ [الفتح: 26]، فحمية
الجاهلية وتبرج الجاهلية هذا كله مذموم، وكل ما يُنسب إلى الجاهلية فإنه مذموم.
وهذا يدل على أنه يجب على المسلم أن يَعرف أمور الجاهلية لأجل أن يتجنبها
ويَحذر منها. وفي الأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: «إنما تُنقَض عُرَى الإسلام عروة عروة إذا
نشأ في الإسلام مَن لا يعرف الجاهلية» ([1]).
فإذا نشأ في الإسلام مَن لا يَعرف الجاهلية تُنقَض عُرَى الإسلام عروة عروة، ويقولون: هذا من الآثار، وهذا من إحياء التراث، وهذا من كذا وكذا! ثم تظهر آثار الجاهلية وتندرس سنن الإسلام، بسبب الجهل بأمور الجاهلية.
([1]) انظر: منهاج السنة النبوية (4/ 590)، ومدارج السالكين (1/ 343).