وهذا حرام لا يجوز؛ لأن
المطر بيد الله، هو سبحانه الذي ينزله متى شاء، قال عز وجل: ﴿وَهُوَ ٱلَّذِي يُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ
مِنۢ بَعۡدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحۡمَتَهُۥۚ وَهُوَ ٱلۡوَلِيُّ ٱلۡحَمِيدُ﴾ [الشوري: 28].
ولا علاقة لنزول المطر بالنجم أبدًا، قد يطلع النجم ويغيب ولا ينزل مطر.
ولا علاقة لنزول المطر بالمناخات كما يقولون، إنما المطر بيد الله سبحانه
وتعالى، وقد يكون للمطر أوقات معلومة، لكن قد ينزل في هذه الأوقات وقد لا ينزل.
ففي بلادنا يسقط المطر في فصل الشتاء، وأما الصيف فليس فيه مطر، وهذا توقيت
ليس فيه نسبة إلى النجوم، لكن قد يُخلف الله هذه العادة ويُنزل المطر في الصيف ولا
يُنزل في الشتاء، وقد ينزل في مكان يقل نزوله فيه، ولا ينزل في مكان يَكثر نزوله
فيه حَسَب العادة.
والآن نسمع عن بلاد كانت تنزل عليها الأمطار باستمرار، فانحبس عنها وحصل
فيها الجفاف، مع أنهم في الأول كانت بلادهم محل الأمطار! فمَن الذي حبس المطر
عنهم؟
فدل ذلك على أن المطر ليس هو باتباع العادات، ولا باتباع المناطق، ولا
باتباع الأوقات؛ وإنما هو بيد الله سبحانه وتعالى، هو الذي يصرفه كيف يشاء، قال عز
وجل: ﴿وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَٰهُ
بَيۡنَهُمۡ لِيَذَّكَّرُواْ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا كُفُورٗا﴾ [الفرقان: 50]،
فيَحرم هؤلاء، ويُنزله على هؤلاء، ويمنعه إذا شاء، وينزله إذا شاء، قال عز وجل: ﴿وَمَا نُنَزِّلُهُۥٓ إِلَّا
بِقَدَرٖ مَّعۡلُومٖ﴾ [الحجر: 21].