×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فالكرم والجود والشجاعة وغيرها من الخصال الكريمة الجيدة التي يُمْدَح بها الشخص - هذه خصال طيبة، لكن لا يجوز للشخص أن يفتخر بها، أو بأفعال أبيه، ويقول: أبي يفعل كذا! وجَدي كان يفعل كذا! وقبيلتي كرام وشجعان وأبطال! لا يجوز هذا؛ لأنه يقتضي الكِبْر واحتقار الناس، وهو من الفخر بالأحساب. والواجب على العبد أن يحمد الله على هذه الخصال الطيبة، ولا يفتخر بها على الناس.

قال: «وَالطَّعْنُ فِي الأَْنْسَابِ»، الأنساب: جمع نسب، وهو ما ينتمي إليه الشخص من القبيلة، كأن يقول: أنا هاشمي! أنا قرشي! أنا تميمي! أنا كذا وكذا! من باب الفخر، ويتنقص أنساب الناس؛ كمن يقول: أنت عبد! أنت ليس لك نسب معروف! أنت كذا وكذا!

والمسلم لا يجوز له أن يتنقص الناس، لا بنسبه ولا بحسبه؛ لأن المؤمنين إخوة.

ولا يمنع هذا أن يَعرف الإنسان الأنساب ويَعرف القبائل، من باب التعلم والمعرفة، لا من باب الافتخار بها ولا من باب الطعن في أنساب الناس. والعلماء فيهم نسَّابون يعرفون الأنساب، لكن لا يفتخرون بها ولا يطعنون في أنساب الآخرين.

قال: «وَالاْسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ» هذا محل الشاهد من الحديث، والاستسقاء بالنجوم: نسبة الأمطار إلى طلوع النجوم أو غروبها، بأن يقال: إذا طلع النجم الفلاني أو غَرَب النجم الفلاني نزل المطر!


الشرح