×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قال: «النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا، تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ، وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ»، النائحة: هي التي تفعل النياحة، بأن ترفع صوتها عند وفاة الميت أو تلطم الخد أو تشق الثوب.

والتوبة: المراد بها الرجوع عن معصية الله إلى طاعته.

والله يقبل التوبة ممن تاب أيًّا كان ذنبه، كفرًا أو شركًا، أو معصية صغيرة أو كبيرة، مَن تاب تاب الله عليه. وهذا من فضل الله ونعمته على عباده.

بل إنه سبحانه وتعالى يفرح بتوبة عبده، مع أنه لا ينتفع بأعمال عباده ولا بطاعاتهم، وإنما يريد لعباده الخير، ولا يريد لهم الشر، ولا يريد لهم العقوبة، فإذا تابوا فرح الله بذلك فرحًا شديدًا.

وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ، مِنْ رَجُلٍ فِي أَرْضٍ دَوِّيَّةٍ مَهْلِكَةٍ، مَعَهُ رَاحِلَتُهُ، عَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَنَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَقَدْ ذَهَبَتْ، فَطَلَبَهَا حَتَّى أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ، ثُمَّ قَالَ: أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِيَ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، فَأَنَامُ حَتَّى أَمُوتَ، فَوَضَعَ رَأْسَهُ عَلَى سَاعِدِهِ لِيَمُوتَ، فَاسْتَيْقَظَ وَعِنْدَهُ رَاحِلَتُهُ وَعَلَيْهَا زَادُهُ وَطَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَاللهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ الْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذَا بِرَاحِلَتِهِ وَزَادِهِ!!» ([1]). والإنسان بحاجة إلى راحلته، لكن الله سبحانه وتعالى ليس بحاجة إلى توبة هذا العبد، لكن العبد هو المحتاج إليها، والله يحب ما ينفع هذا العبد، وهذا من لطفه ورحمته.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2744).