×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

قال: «إِذَا لَمْ تَتُبْ» فدل على أن النائحة لو تابت تاب الله عليها مع قبح فعلها.

وقوله: «قَبْلَ مَوْتِهَا» دليل على أن التوبة مقيدة بما قبل الموت. أما إذا حضرت الغرغرة وبلغت الروح الحلقوم، فلا تُقبل التوبة حينئذٍ؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» ([1]).

لأن كل إنسان يتوب عند الموت، حتى الكافر والمشرك يتوب عند الموت، لكن لا تُقبل توبته.

قال: «تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» يعني: تُبْعَث من قبرها، «وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ» أي: ثوب، «مِنْ قَطِرَانٍ»، قيل: القَطِران: هو النِّفط المعروف، المادة القابلة للاشتعال؛ ليكون ذلك أشد في اشتعالها - والعياذ بالله - وأنتن لريحها. وقيل: القَطِران: النُّحاس المذاب؛ ليكون ذلك أشد في تعذيبها.

«وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ» والدرع: هو الجلال الذي يكون على المرأة أو الثوب أو القميص. والجرب: هو مرض جلدي معروف يصيب الإبل، ويصيب الآدميين، يتقطع منه الجلد، وقد يسبب الموت. وذلك زيادة في تعذيبها والعياذ بالله.

فهذا فيه وعيد شديد على النائحة، وأنها يجب عليها أن تتوب إلى الله قبل الموت. والواجب عليها عند وقوع المصيبة أن تصبر وتحتسب لقضاء الله وقدره، ولا تجزع ولا تتسخط.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3537)، وابن ماجه رقم (4253)، وأحمد رقم (6160)، وأبو يعلى رقم (5609).