رُوِي
ذلك عن علي، وابن عباس، وقتادة، والضَّحَّاك، وعطاء الخُرَاساني... وغيرهم. وهو
قول جمهور المفسرين. وبه يَظهر وجه استدلال المصنف رحمه الله بالآية.
وقال
ابن القيم: «أي: تجعلون حظكم من هذا الرزق الذي به حياتكم - التكذيب به، يعني:
القرآن.
قال
الحسن: تجعلون حظكم ونصيبكم من القرآن أنكم تُكذبون.
قال:
وخَسِر عبد لا يكون حظه من القرآن إلاَّ التكذيب» ([1]).
**********
هذا الباب تابع للباب الذي قبله؛ لأن الذي قبله: «باب ما جاء في التنجيم»، وهذا في الاستسقاء بالأنواء، وهو الاستسقاء
بالنجوم. فالباب الذي قبله عام في كل ما يُعتقد في النجوم من العقائد الباطلة،
وهذا خاص بنوع من أنواع هذه الاعتقادات، وهو الاستسقاء بالنجوم، أي: طلب السقيا
منها، أو نسبة المطر إليها.
وهذا شرك بالله عز وجل؛ لأن إنزال المطر من الله عز وجل، هو الذي يُنزل الغيث، وهو الذي يخلق المطر وينزله، وليس للنجوم أية علاقة بنزول المطر، ولا علاقة لها بإحداث أو خلق؛ وإنما النجوم - كما سبق - خلقها الله عز وجل زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات يُهتدَى بها، وهي من مخلوقات الله عز وجل، قال عز وجل: ﴿مُسَخَّرَٰتِۢ بِأَمۡرِهِۦٓۗ﴾ [الأعرَاف: 54]، وقال: ﴿لَا تَسۡجُدُواْ لِلشَّمۡسِ وَلَا لِلۡقَمَرِ وَٱسۡجُدُواْۤ لِلَّهِۤ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ﴾ [فصلت: 37].
([1]) أخرجه: عبد الرزاق في تفسيره (3/ 237)، والطبري في تفسيره (27/ 209).