×
تعليقات على كتاب قرة عيون الموحدين في تحقيق دعوة الأنبياء والمرسلين الجزء الثاني

فهذه المخلوقات لا تدبر شيئًا إلاَّ بأمر الله سبحانه وتعالى، والله لم يخلق النجوم لإنزال المطر، وإنما خلقها لحِكَم سبق بيانها من القرآن.

·       والاستسقاء بالنجوم على قسمين:

الأول: أن يَعتقد أن النجوم هي التي تخلق المطر، وهي التي تُنزل المطر. وهذا شرك أكبر مُخْرِج من الملة.

الثاني: أن يَعتقد أن الذي يُنزل المطر هو الله سبحانه وتعالى، وإنما النجوم سبب لنزول المطر. فهذا شرك أصغر؛ لأن الله لم يجعل النجوم سببًا لنزول المطر.

وكان من عادة الجاهلية أنهم يعتقدون أنه إذا طلع النجم الفلاني أو غاب النجم الفلاني، فإنه ينزل المطر، ويقولون: مُطِرنا بنَوْء كذا وكذا!! يسمونه النجم، ويسمونه النَّوْء.

والأنواء: جمع «نَوْء»، وهو النجم، يقال: «ناء ينوء» إذا طلع من المشرق؛ لأن الله سبحانه وتعالى جعل للقمر ثماني وعشرين منزلة، ويستتر في ليلة أو ليلتين من آخر الشهر، كل منزلة لها نجم تُعْرَف به؛ مثل: الثريا، والدَّبَران، والهَقْعة، والهَنْعة... إلى آخره، ثماني وعشرين منزلة، أربع عشرة منها يمانية، وأربع عشرة شامية، يسير القمر في كل ليلة مع مسار يسمى منزلة من منازل القمر، من الشمال إلى الجنوب، ثم يختفي في ليلة لقربه من الشمس تسمى الاستسراء، إن كان الشهر تسعًا وعشرين، وإن كان الشهر ثلاثين فإنه يختفي لليلتين، ثم يَظهر الهلال بعد ذلك


الشرح