ويبدأ الشهر الجديد. وكل
منزلة أو كل مسار من مسارات القمر له علامته نجم من النجوم.
وكانوا في الجاهلية يعتقدون أن نزول المطر بسبب هذه النجوم، ويقولون:
النَّوْء الفلاني صادق! والنَّوْء الفلاني غير صادق! وما أشبه ذلك!!
هذا من عقائد الجاهلية، فأبطله الله عز وجل في القرآن، وأبطله النبي صلى
الله عليه وسلم في السنة، وأخبر الله وأخبر الرسول أن المطر إنما هو من أمر الله
سبحانه وتعالى.
قال: «وقول الله عز وجل: ﴿وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ
أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ﴾» هذه الآية في آخر
سورة الواقعة، قال عز وجل: ﴿فَلَآ أُقۡسِمُ
بِمَوَٰقِعِ ٱلنُّجُومِ ٧٥وَإِنَّهُۥ لَقَسَمٞ لَّوۡ تَعۡلَمُونَ عَظِيمٌ ٧٦إِنَّهُۥ
لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ ٧٧فِي كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ ٧٨لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ
٧٩تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٨٠أَفَبِهَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ أَنتُم مُّدۡهِنُونَ
٨١وَتَجۡعَلُونَ رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ ٨٢﴾ [الواقعة: 75- 82]،
فالشيخ رحمه الله أخذ منها هذه الآية لأنها محل الشاهد.
قوله: ﴿وَتَجۡعَلُونَ
رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ﴾ أي: تَنسبون المطر إلى النجم. وهذا كذب على الله سبحانه
وتعالى.
هذا إذا أريد بالنجوم النجوم المعروفة المخلوقة. وهذا هو القول المشهور
والمختار.
والقول الثاني: أن المراد بالنجوم نجوم القرآن؛ لأن القرآن نزل منجمًا
بحَسَب الوقائع والحوادث، كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم مُنجَّمًا في مدة
رسالته عليه الصلاة والسلام، وهي ثلاث وعِشرون سنة.