ولكن القول الأول هو
المشهور، بأن المراد بالنجوم: النجوم المخلوقة لا نجوم القرآن.
والله عز وجل أقسم بالنجوم، والقَسَم بالمخلوق لا يجوز بالنسبة للناس، أما
بالنسبة لله عز وجل فهو يقسم بما شاء من خلقه، ولا يقسم إلاَّ بشيء له أهمية،
والنجوم لها أهمية عظيمة: خَلَقها الله زينة للسماء، ورجومًا للشياطين، وعلامات
يُهتدَى بها؛ ولذلك أقسم بها. والمُقْسَم عليه هو القرآن: ﴿إِنَّهُۥ
لَقُرۡءَانٞ كَرِيمٞ﴾ هذا جواب القسم.
وفي هذا رَدٌّ على الذين كَذَّبوا بالقرآن، وقالوا: إنه من قول البشر، أو
من قول محمد، أو أساطير الأولين، أو سحر... وغير ذلك مما قاله أهل الجاهلية.
أقسم سبحانه وتعالى بالقرآن، وأخبر أنه قرآن كريم ﴿فِي
كِتَٰبٖ مَّكۡنُونٖ﴾ والكتاب المكنون هو اللوح المحفوظ؛ لأن القرآن تكلم
الله به ثم كتبه في اللوح المحفوظ، ونزل به جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم.
فهو مكتوب في اللوح المحفوظ، ومكتوب في صحائف الملائكة، ومكتوب أيضًا في المصاحف
التي بأيدي الناس، ومحفوظ في الصدور.
وهو كلام الله في أي اعتبار، هو كلام الله في اللوح المحفوظ، وهو كلام الله
في صحائف الملائكة، وهو كلام الله في المصاحف التي بأيدي الناس، وهو كلام الله
المحفوظ في الصدور.