﴿لَّا يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ﴾، وهذا رَدٌّ على
المشركين الذين يقولون: إن الشياطين ألقت القرآن إلى الرسول صلى الله عليه وسلم !!
فجعلوا الرسول مثل الكهان؛ لأنهم يعرفون أن الكهان يتلقون من الشياطين!
فرَدَّ الله عز وجل عليهم بقوله: ﴿لَّا
يَمَسُّهُۥٓ إِلَّا ٱلۡمُطَهَّرُونَ﴾ والشياطين أنجاس، لا تمس
القرآن ولا تقرب منه. والمطهَّرون: الملائكة عليهم الصلاة والسلام.
قال: ﴿تَنزِيلٞ مِّن
رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ لا كما يقول المشركون، أو الجهمية والمعتزلة: إنه
مخلوق. أو: هو من كلام البشر!! بل هو تنزيل من رب العالمين. هذا جواب القسم.
ومع هذا صاروا ينسبون الرزق إلى غير الله: ﴿وَتَجۡعَلُونَ
رِزۡقَكُمۡ أَنَّكُمۡ تُكَذِّبُونَ﴾ أي: تجعلون شكركم للنعم بأن تُكذبوا وتَنسبوا هذه النعم
لغير الله عز وجل. وكذلك تُكذبون القرآن الذي أقسم الله أنه قرآن كريم، وأنه لا
يمسه إلاَّ المطهرون، وأنه مُنَزَّل من رب العالمين.
فبدل أن تؤمنوا به وتتبعوه وتهتدوا به، جعلتم حظكم من هذا القرآن التكذيب!
نسأل الله العافية.
أو: جعلتم حظكم من شكر المطر نسبته إلى غير الله! وهذا كفر بالنعمة.
والآية شاملة للمعنيين.