«وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ لِلَّهِ»: لا يحبه من أجل طمع الدنيا ومرغباتها.
«وأن يَكره أن يعود في الكفر
بعد إذ أنقذه الله منه»:
قال شيخ الإسلام: «هذا فيه تكميل المحبة،
وتفريعها، ودفع ضدها».
فتكميل المحبة: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما.
وتفريعها: أن يحب المرء لا يحبه إلاَّ لله.
ودفع ما يضادها: أن يَكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما
يَكره أن يُقْذَف في النار.
قوله: «وفي رواية: «لاَ يَجِدُ أَحَدٌ
حَلاَوَةَ الإِيمَانِ...»» هذه الرواية في صحيح البخاري، وفائدتها: أنها نفت
بمنطوقها وجود طعم الإيمان عمن لم يتصف بهذه الصفات الثلاث. أما الرواية الأولى
فهي دلت بمفهوم المخالفة على أن من لم تكن فيه هذه الخصال فإنه لا يجد طعم
الإيمان، وإن كان فيه إيمان، لكنه لا يتلذذ به ولا يجد طعمه.
فالرواية الثانية دلت بالمنطوق، والأولى بالمفهوم؛ ولهذا ساقها الشيخ رحمه
الله، بعد الحديث.