كثرت صلاته وصومه - حتى
يكون كذلك، قال عز وجل: ﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ
وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يونس: 58].
قوله:
«وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا، وذلك لا يجدي على أهله شيئًا»، يعني:
أنه إذا ضَعُف داعي الإيمان أحب دنياه، وأحب لها وواخى لأجلها. وهذا هو الغالب على
أكثر الخلق: محبة دنياهم، وإيثار ما يَهْوَونه على ما يحبه الله ورسوله. وذلك لا
يجدي على أهله شيئًا، بل يَضر في العاجل والآجل. فالله المستعان.
**********
هذا الأثر فيه علامات وَلاية الله
عز وجل، وهو بمعنى الحديث الذي قبله، أن علامة محبة العبد لله: أن يحب لله، ويبغض
في الله، ويوالي في الله، ويعادي في الله.
أما إذا كان الناس عنده سواء، ولا يفرق بين أهل الإيمان وأهل الكفر، ولا
بين أولياء الله وأعداء الله، ولا بين الدين الحق والدين الباطل - فهذا دليل على
أنه لا يحب الله عز وجل، وإن ادعى أنه يحب الله فهو كذاب.
فالذي يقول: نحن لا نُبغض اليهود لدينهم، وإنما نُبغضهم لأنهم مغتصبون،
ولأنهم ظلمونا!!
هذا لا يحب في الله ولا يُبغض في الله، إنما يحب لأجل الدنيا؛ لأنهم لو لم
يكونوا مغتصبين ما أبغضهم، ولقال: هم إخواننا؛ لأنهم مؤمنون، ونحن مؤمنون!! كما
سمعنا بمن يقول ذلك الآن.