وهذا كلام لا يقوله مسلم، فضلاً عن أن يقوله طالب علم، نسأل الله العافية.
قوله: «وَلاية الله» بفتح الواو،
يعني: محبة الله، فمَن كان يريد أن ينال محبة الله له فليتصف بهذه الصفات: يُحِب
في الله، ويُبْغِض في الله، ويوالي في الله، ويعادي في الله؛ فتتحقق له وَلاية
الله؛ كما قال الله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ
بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ
عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ
لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ
عَلِيمٌ﴾ [المائدة: 54]، هؤلاء هم الذين نالوا ولاية الله عز وجل،
الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم، ويحبون في الله، ويُبْغِضون في الله. ولن
يَنال عبدٌ وَلاية الله إلاَّ بذلك.
قال: «ولن يجد عبدٌ طعم الإيمان وإن
كثرت صلاته وصومه - حتى يكون كذلك»، فدل على أن طعم الإيمان لا يُنال بكثرة
الصلاة والصيام والأعمال، وإنما يُنال بالولاء والبراء: الولاء لأهل الإيمان،
والبراءة من أهل الكفر والطغيان.
أما مَن كان لا يوالي ولا يعادي في الله فلن ينال ولاية الله، حتى ولو كثرت
صلاته وصيامه، وحجه وعمرته وصدقاته، ما دام الناس عنده سواء، ويقول: ليس عليَّ من
أمر الناس شيء، لا يشغلني إلاَّ أمر نفسي، وأنا أُصلح نفسي فقط، والناس لهم دينهم
ولي ديني!!
نقول لمثل هذا: أنت أصلاً ما عَرَفت الإيمان! فالإيمان ليس مجرد